الأربعاء، 12 ديسمبر 2007
آل رشيد، أو (الرشيد) عائلة حاكمة أنشأت دولتها في مدينة حائل عام 1834 على يد عبدالله العلي الرشيد وأخوه عبيد العلي الرشيد. ويعود نسب العائلة إلى قبيلة شمر، والتي هي امتداد لقبيلة طيء العربية المشهورة. وينتسب آل رشيد إلى جدهم رشيد بن حمد العلي من الجعفر من عبده.
خلفية تاريخية
في العام 1820 تولى عبدالله العلي الرشيد إنشاء ما يمكن تسميته بـ المعارضة، لحكم آل علي في حائل، فهو من ال علي الكبير وا ابن عم الامير .. والطموح الذي يحمله وشجاعته وزايد انصاره من بادية شمر ساعده إلى جانب بعض الاحوال المواتية لقلب النظام ، إلا أن الحاكم وجد أن لدى عبدالله بن رشيد طموحاً خطيراً وتطلعاً للحكم قد يزعزع سلطته في حائل فقام على الفور بنفيه إلى العراق، في عام 1820.
وفي العراق اتضحت بوادر القدرة الحربية والسياسية لدى عبدالله، وشارك في معظم غزوات شمر في العراق وأعجب به الوالي العثماني ومنحه ثقته، وفي ذات الوقت استطاع عبدالله توطيد علاقته مع تركي بن عبدالله آل سعود وابنه فيصل بن تركي. وكان تركي بن عبدالله قد تمكن من استرداد نفوذ أسرته على بعض مناطق نجد، إلا أنه قتل في الرياض بواسطة ابن أخته مشاري بن عبدالرحمن في 8 مايو 1834. عندها أستنجد فيصل بن تركي بعبدالله بن رشيد للثأر من قاتل أبيه واستعادة ملكهم الذي استولى عليه مشاري بن عبدالرحمن.
توجه عبدالله بن رشيد ومعه مجموعة من الرجال نحو قصر الحكم في الرياض وتمكن من اقتحامه لوحده ومعه واحد من عبيده.و قتل مشاري بن عبدالرحمن في غرفة نومه داخل القصر، ثم صعد عبدالله بن رشيد سطح القصر وخاطب أهل الرياض قائلاً : "يا أهل الرياض.. الحكم لله ثم لفيصل بن تركي". وكان بإمكانه أن يأخذ الحكم لنفسه ويتخلص من فيصل بن تركي، لو كانت طموحاته السياسية لا أخلاقية. إلا أنه رد الحكم لأهله، وطلب من فيصل بن تركي أن يعزل صالح آل علي حاكم حائل وأن يعينه حاكماً على حائل، فتم ذلك في 18 يونيو 1834. ويمكن اعتبار هذا اليوم بمثابة يوم التأسيس الرسمي لدولة آل رشيد.(فقرةغير دقيقة! كيف يعين الضعيف "فيصل" ، القوي عبدالله بن رشيد الذي وضع وعين فيصل حاكما على الرياض في هذه الروايه!!كما ان فيصل وفد على عبدالله اثناء حكم عبدالله لحائل من الخليفة العثماني. ارجو من الكاتب اهمال هويته "السعودية" والكتابة بامانه وموضوعيه في هذا الخصوص ) ( صديقي يروي هذه القصة شعراء و كبار بلدنا على الشكل التالي اسمع و احكم بنفسك و ذلك بالضغط على الفقرة قتل مشاري بن عبدالرحمن في غرفة نومه داخل القصر)( شيء مضحك جدا ومخجل أن تكتب قطعة من تأليفك وتضعها في ويكيبيديا!!بدون مراجع الا كبار بلدكم (السعوديين -وهم مسلوبين لحرية الرأي) ثم قبل قليل فيصل بن تركي كان "امام" صيرته ملك !! مرة واحدة في هذه الرواية ، وانقلاب !! وهو اصلا خارج مع اجداده.. على الخلافة العثمانية ومسجون وضعيف في مصر لاجل ذلك!! من اعطاه شرعية الحكم يا ترى قبل ابن رشيد؟! مضحك جدا!والاكثر من ذلك انك جعلت العراق في القطعة من تاليفك هي بلاد تركيا !! ياصديقي مراجعك الشفوية السعودية كلها ضعيفة مفبركة ومزيفة يا سعودي -تحياتي)( تحياتي أيضاً أنا مش اللي كتب سيرة عبد الله الرشيد و ذكر أنه نصب فيصل أنا قرأت الفقرة و ذكرت تأكيد للرواية حسبما سمعت و من باب الأدب عدم الاستهتار بالآخرين و آرائهم أولاً و ثانياً أنا مش سعودي للعلم و كذلك كبار بلدنا أنا من أم الكلايط و ثالثاً القصة المروية هي قصيدة شعرية حفظها و رواها جدي و من بعده آخرون على الربابة ورابعاً فيصل بن تركي إمام و لكن كون ال سعود في القرن العشرين ملوك يقال له الملك فيصل الأول خامساً اللي انقلب هو العبد مشاري و قتل خاله الإمام تركي بن عبد الله و سادساً العراق كانت تحت الخلافة العثمانية و بالتالي لا ضير بأن يقال أن عبد الله الرشيد كان ببلاد تركيا مع أخيه عبيد (خاصة أنهم كانوا عند الوالي العثماني) و ذلك بعد أن ظكوا السعود على الرشيد و هذا يفسر استغراب الملك فيصل الأول لما سمع أن عبد الله الرشيد يفزع له و لا تضحك و لا تخجل و لا عبالك العرب هذي مشكلتنا لا نريد أن نسمع و لا نريد أن نحترم رأي بعضنا )
النشأة
واجه عبدالله بن رشيد بطبيعة الحال بعض المصاعب عندما تولى الإمارة، وكان مصدر هذه المصاعب الأمير السابق صالح آل علي الذي استعان بالعثمانيين لاستعادة إمارته في حائل، وظل يشكل مصدر قلق حتى قتله عبيد بن رشيد وهو في طريقه إلى المدينة المنورة ، ونجا من القتل عيسى آل علي، الذي تمكن من الهرب والوصول إلى المدينة المنورة حيث لقي التأييد من واليها العثماني.
كما تعرض عبدالله بن رشيد إلى بعض المشاكل مع الدولة العثمانية ممثلة بواليها محمد علي باشا الذي أرسل حملة في عام 1836 بقيادة إسماعيل بك ومعه خالد بن سعود أخو عبدالله بن سعود آخر حكام الدولة السعودية الأولى ، ونجح عيسى ابن علي في الحصول على تأييد إسماعيل بك الذي أرسل فرقة عسكرية معه إلى حائل لقتال ابن رشيد وتثبيته في الإمارة ، غير أن عبدالله بن رشيد علم بالحملة فخرج مع أسرته وبعض مؤيديه من حائل وتوجه إلى بلدة جبة ، ودخل عيسى بن علي حائل وأصبح أميراً عليها في أبريل 1837. إلا أن الفرقة العسكرية لم تبق في حائل طويلاً ، إذ سرعان ما عادت إلى القصيم ، وبقي مائة جندي من العثمانيين عند عيسى بن علي مما أضعف موقفه ، فتوجه عبدالله بن رشيد مع أخيه عبيد وأعوانهما من بلدة جُبّة إلى بلدة قفار واتخذاها مركزاً لمقاومة عيسى آل علي. وفي تلك الأثناء من عام 1837 م أرسلت حملة عثمانية عسكرية بقيادة خورشيد باشا لتعزيز القوات العثمانية في نجد،انطلقت من المدينة المنورة ، ولما علم عبدالله بن رشيد بحكم تجربته وخبرته أنه لا يمكن مقاومة تلك الحملة، خاصة بعد تخاذل أهل نجد عن نصرة فيصل بن تركي، الذي فقد حكمه، هو الآخر، في الرياض لصالح عبدالله بن ثنيان، فغادر عبدالله بن رشيد بلدة قفار إلى المدينة المنورة لملاقاة قائد الحملة خورشيد باشا والتفاوض معه وطلب عونه في العودة إلى إمارته، وكان ذلك في أكتوبر 1837 واستطاع عبدالله بن رشيد أن يكسب ثقة خورشيد باشا، وبدأ التعاون بينهما بأن كلفه خورشيد باشا بتأمين الإبل اللازمة لنقل جنود الحملة وإمداداتها إلى نجد، ووعده في المقابل بتمكينه من إمارة الجبل (حائل).
وفي تلك الأثناء قام عبيد بن رشيد بهجوم على عيسى آل علي في حائل واضطره إلى الهروب منها إلى القصيم ، وأقر خورشيد باشا عبدالله بن رشيد على إمارة الجبل بعد أن كتب إلى والي مصر محمد علي في أواخر عام 1837م. ومنذ ذلك الوقت أصبح عبدالله بن رشيد أميراً غير منازَع ، وكانت الإمارة طوال فترة حكمه تزداد قوة ومجداً يوماً بعد يوم، كما كان نفوذها خارج منطقة الجبل يزداد توسعاً وانتشاراً سنة بعد سنة. ولما تمكن الإمام فيصل بن تركي وأخوه جلوي ومن معهما من آل سعود من الفرار من مصر أوائل عام 1843 توجهوا إلى حائل فتلقاهم الصديق القديم عبدالله بن رشيد في حائل بالترحاب قائلاً : أبشروا بالمال والرجال والمسير معكم والقتال. وانطلق الإمام فيصل لإزاحة عبدالله بن ثنيان عن الملك، ورافقه أخوه جلوي بن تركي وعبدالله بن رشيد وأخوه عبيد بن رشيد في حملة انتهت باسترداد الإمام فيصل لملكه ودخوله الرياض في 9 يونيو 1843. وتوفي عبدالله بن رشيد بعدها بثلاث سنوات في 30 أبريل 1847.
الأمير عبدالله العلي الرشيد
الأمير عبيد العلي الرشيد، أسس حكم دولة آل رشيد التي كانت عاصمتها حائل (1834 - 1922)، قال عنه أمين الريحاني - تاريخ نجد ص286 -: "امتاز عن أخيه بأمور ثلاثة - تغلوه في الدين - و بخشونة طبعه- و بنزعه شديدة إلى الجهاد في سبيل الله والتوحيد وكان رسول النجديين الأكبر في الجبل، وكان بيته محط رحال النجديين في حائل و مرجعهم الأعلى . وهو فارس من أبطال الفرسان و شاعر من فحول الشعراء". وقد قام الأمير عبيد بعد وفاة أخيه بتعيين ابن أخيه طلال العبد الله الرشيد لحكم حائل.
كان زمن الامير عبيد بالغ الخصوصية من تاريخ المنطقة ككل اذ انها فترة تاسيس امارة آل رشيد التي شكل فيها الامير عبيد الرشيد ولاكثر من ربع قرن القبضة الحديدة. وكان له الدور الأكبر في توسيعها شمالا بفتح الجوف حتى بادية الأردن وجنوبا حتى المخلاف السليماني.
ذكر ان الامير عبيد العلي الرشيد توفي سنة 1282هـ (1865 م) وكما روت الليدي آن بلنت عندما زارت حائل سنة 1871 م حيث قالت :"ان عبيد توفي منذ تسع سنوات" وذكرت انه تصدق قبل وفاته بكل مايملك ولم يبق سوى سيفه وفرسه ( كروش ) وزرجة سعدى واوصى ابن اخيه محمد بن عبدالله بان يبقى سيفه مغمدا والا يركب احد فرسه من بعده والا تتزوج ارملته.
الأمير عبيد العلي الرشيد
لقد قامت العلاقة بين آل رشيد وآل سعود في عهد التأسيس على أسس قوية وثابتة، واختلفت عن أية علاقة أخرى بين فيصل بن تركي وأي من حكام الأقاليم النجدية الأخرى، فلقد جمعت هذه العلاقة بين مشاعر الود والصداقة التي يكنها كل منهما للآخر، وبين الشعور بأن كلاً منهما قد خدم صاحبه خدمة جليلة، كما توثقت هذه العلاقة بالمصاهرة بين الأسرتين، فقد تزوج عبدالله بن علي بن رشيد بالجوهرة بنت تركي بن عبدالله، وتزوج ابنه طلال من الجوهرة بنت فيصل بن تركي، وتزوج عبدالله بن فيصل تركي من نورة بنت عبدالله بن رشيد ثم من طريفة بنت عبيد بن رشيد، ولما توفي عنها تزوجها شقيقه محمد بن فيصل بن تركي.
العلاقة بين آل رشيد وآل سعود
بعد وفاة عبدالله بن رشيد، المؤسس الأول للدولة، لم تكن شؤون انتقال الحكم معروفة وموثقة، إذ لم يعهد عبدالله بولاية العهد لأحد، ولكن الجميع كانوا يعتقدون بأن عبيد العلي الرشيد، شقيق عبدالله وساعده الأيمن في إنشاء الدولة، هو المرشح لتولي زمام الحكم. إلا أن عبيد لما جمع جماعة حائل في قصر برزان قال لهم : "إن أميركم يطلبكم الحل (مات) ، فابحثوا عمن ترضونه ويرضاكم ليكون حاكماً " ولما لم يكن لأحد من الجماعة وجهة نظر خاصة بالموضوع، فقد قام عبيد بتعيين ابن أخيه طلال العبدالله حاكما على حائل، في خطوة غير متوقعة على الإطلاق.
الحكام
تولى طلال الحكم، وكان عمره حينها 25 عاماً، وشهدت فترة حكمه توسعاً في نفوذ حائل فقد أخضع إقليم الجوف المجاور لحائل وتيماء وتبوك وما حولها، وفي الوقت نفسه عمل على تحسين علاقته مع الخلافة العثمانية، وكانت علاقته مع آل سعود في الرياض على ما يرام أيضاً فقد كانت زوجته هي الجوهرة بنت فيصل بن تركي. وفي عام 1866 أصيب طلال بمرض عضال، فأستدعي له طبيب إيراني شهير آنذاك، فأخبره الطبيب بأن لديه العلاج لمرضه لكن العلاج سيؤثر على قدراته العقلية، فلم يرض طلال بتعاطي الدواء بل خرج إلى الصحراء وصوّب فوهة مسدسه نحو رأسه وقتل نفسه. فلم يكن يرضى بأن يتحوّل من ملك إلى مجنون. حكم طلال لعشرين عاماً، وكانت مرحلة انتقالية في دولة آل رشيد في حائل إذ عزز قوتها وأرسى أساساتها، وأحبه أهالي حائل بشكل كبير.
طلال العبدالله الرشيد
ومتعب هو أخ لطلال، تولى الحكم من بعد أخيه عام 1866، وكان بندر، ابن طلال، يرغب بالحكم، عوضا عن عمه متعب (لأن الحكم الملكي يجري عادة بإمتداد عمودي أي من الأب للإبن) إلا أن صغر سن بندر الطلال (كان عمره 17 سنة عندما توفي والده) قد حال دون وصوله إلى مبتغاه حال وفاة والده. ولكن ذلك لم يمنعه من المطالبة بالحكم، فأبتدأت النزاعات بين بندر وبدر الطلال من جهة وبين عمهم متعب العبدالله من جهة، وحاول عبيد العلي الرشيد عمهم الأكبر، أن يحل النزاع إلا أن متعب العبدالله لم يتجاوب مع المفاوضات ومحاولات الإصلاح، فقام بندر الطلال بقتل عمه متعب في عام 1869 وتولى الحكم في حائل.
متعب العبدالله الرشيد
بعد قتل متعب العبدالله تولى بندر الطلال مقاليد الحكم في حائل وكان عمره آنذاك 20 عاماً، وأيده في ذلك غالبية جماعة حائل إضافة إلى أسرة آل رشيد، وكان بندر محبوباً من أجل أبيه الذي يقدره أهالي حائل بشكلٍ كبير، وقال أحد الشعراء في ذلك (يا من يبشر شمر شاخ بندر .. كل الجماعة من غلا أبوه تغليه). وفي العام الذي تولى فيه بندر الحكم توفي العم الأكبر و (عراب) الاسرة عبيد العلي الرشيد، وكان بندر يعتمد على قوة وهيبة وسلطة عمه عبيد المعنوية التي كانت تشكل درع حماية له خصوصا من عمه محمد العبدالله الرشيد، شقيق متعب العبدالله الذي قتله بندر, وكان محمد العبدالله أثناء قتل أخيه متعب متواجداً في الرياض عند عبدالله فيصل بن تركي، ولولا أن عبيد كان في حائل عندما تم قتل متعب وتولى بندر السلطة، لتوجه إلى حائل ليثأر لأخيه القتيل، لكن وجود عبيد بالقرب من بندر الطلال جعل محمد العبدالله يؤخر ثأره.
ولكن عندما توفي عبيد في نفس العام، بدأ بندر الطلال ينتظر عودة محمد العبدالله من الرياض ويفكر بما سيثير ذلك من مشاكل في الأسرة، فتوجه بندر إلى الرياض قبل أن يخرج منها محمد، في محاولة لاسترضائه تكللت بالنجاح، فقد اتفقوا على أن يبقى بندر حاكما فيما يتولى محمد العبدالله إدارة قوافل الحج القادمة من إيران والعراق والتي تمر بحائل وتعتبر موردها الإقتصادي الأهم، فرضي محمد بهذا المنصب الهام وسارت الأمور في حائل على ما يرام. ولكن في عام 1873 وبعد ثلاث سنوات من تولي بندر السلطة، حدث خلاف بين بندر الطلال وعمه محمد العبدالله المسؤول عن القوافل، وكان السبب في ذلك أفراد من قبيلة الظفير كانوا قادمين مع إحدى قوافل الحج، ومنعهم بندر الطلال من دخول حائل وأمرهم بالرجوع من حيث جاؤوا لخلاف بينه وبين قادة قبيلتهم، ولكن محمد العبدالله سمح لهذه القافلة بالدخول إلى حائل ومواصلة مسيرها، وحينها غضب بندر الطلال فاستدعى محمد العبدالله وقال له : " من هو الأمير ؟ أنا أم أنت ؟ "، وحينها ثار الخلاف بينهم وانتهى بمقتل بندر الطلال على يد عمه محمد العبدالله وذلك عام 1873.
بندر الطلال الرشيد
(المهاد) بعد مقتل بندر الطلال قام محمد بقتل جميع أبناء طلال العبدالله الرشيد، كي لا يثورون ضده بعد قتله لأخيهم الحاكم بندر الطلال، ما عدا بدر ونايف، أخوي بندر، وفقد سلما من القتل لكونهما خارج حائل. ولما كبر بدر أراد الانتقام من عمه، إلا أن عمه استطاع قتله وأسر نايف في قصره، وبذلك تربع على سدة الحكم ، وقال في احدى خطبه يبرر قتله لهم ( والله ما قتلتهم الا خوفا على هذه - واشار إلى رقبته - يامسلمين هل تظنون ان من قتل اخي سيعفو عني )،
وفي محاولة منه لكسب تأييد أكبر عدد من أفراد أسرة آل رشيد، بنى محمد علاقات وثيقة مع فرع عبيد الذي كان أكثر عدداً من فرع عبدالله وأصبح حمود الابن الأكبر لعبيد الصديق والحليف الوثيق لمحمد، واهتم محمد بن رشيد بتنظيم جيشه وتحصين ثغور بلاده، وبسط الأمان في تلك الأنحاء، وكف البدو عن الغزوات، وتشدد على السارقين واللصوص، وسعى إلى بسط حكمه في شرقي نجد وتقدم شمالاً حتى وصل إلى حوران وهدد نواحي دمشق حتى خاف أهلها من دخوله عاصمتهم ، ولما رأى بوادر الانشقاق تدب بين آل سعود سعى إلى توسيع ملكه على حسابهم، وسنحت له الفرصة لمااستنجد به عبدالله بن فيصل آل سعود لمحاربة أبناء أخيه سعود بن فيصل فزحف إليه وأخرج ابني سعود بن فيصل (محمد وعبدالعزيز) من الرياض وحبسهم في حائل، وتملك نجداً بعد أن اضطر عبدالرحمن بن فيصل عام 1891 إلى الرحيل عنها إلى قطر ثم البحرين ثم إلى الكويت، وتعتبر فترة حكم محمد بن عبدالله بن رشيد من أزهى فترات حكم آل رشيد في حائل ويعتبر عهده العهد الذهبي للدولة . وتوفي محمد العبدالله في العام 1897.
محمد العبدالله الرشيد
كان محمد العبدالله عقيما، ولم يكن له أبناء من بعده، فلما توفي حكم من بعده عبدالعزيز المتعب العبدالله الرشيد، الذي كان أبيه الحاكم الثالث لحائل . وفي فترة حكمه أقدم الشيخ مبارك الصباح ومعه ابن سعود وآل سليم حاكم عنيزة المعزول وآل مهنا حاكم بريدة المعزول و15 قبيلة كانت تشكل غالبية سكان الجزيرة العربية، على محاربة آل رشيد وتقدموا بقوة تجاوزت الستين ألف مقاتل واحتلوا الطرفية ، إحدى قرى القصيم ، وجعلها مبارك الصباح موقعاً متقدماً لقواته. خاض الطرفان في 17 مارس 1901 معركة الصريف واستطاع فيها عبدالعزيز المتعب إحراز نصر حاسم وساحق على مبارك الصباح الذي فر مخذولاً من موقع المعركة وعاد إلى الكويت. ولكن في السنة التالية 1902 استطاع عبدالعزيز آل سعود الإستيلاء على الرياض بعد أن قتل حاكم الرياض المعين من قبل حائل عجلان بن محمد ، ثم حصلت مواجهات عديدة بين عبدالعزيز بن متعب وعبدالعزيز بن عبدالرحمن في منطقة القصيم منها في البكيرية والشنانة عام 1904 ، ثم كانت المعركة الفاصلة في روضة مهنا، التي قتل فيها عبدالعزيز المتعب في 14 أبريل 1906 .
عبدالعزيز المتعب الرشيد
تولى بعد والده باتفاق أهل حائل والجنود الذين كانوا معه ، غير أن أبناء حمود العبيد الرشيد : سلطان وسعود وفيصل، والذين هم أخواله ، قاموا بقتل متعب العبدالعزيز في 27 ديسمبر 1906 أي بعد توليه الحكم بثمانية اشهر. وقتلوا معه أخويه مشعل ومحمد بعد ان دعوهم إلى رحلة صيد وقتلوهم هناك ، اما الأخ الصغير للمقتولين (سعود العبدالعزيز) فقد فر به خواله السبهان (ينتمون لعائلة القويعي من شمر) إلى المدينة المنورة وعمره عشر سنوات .
كانت فترة حكم متعب قصيرة لم تتجاوز التسعة أشهر، ورغم هذه الفترة القصيرة إلا أنه كانت له بعض الجهود الإصلاحية التي حببت أهالي حائل فيه، من ذلك أنه عقد صلحاً مع الملك عبد العزيز واتفقا على ان تكون المناطق الواقعه شمال القصيم تابعة لأبن رشيد وماعداها تابع لأبن سعود وتواصل مع القبائل وجائته وفودها وخفف من معاناة الناس المادية.
متعب العبدالعزيز الرشيد
تولى الحكم بعد قتل متعب العبدالعزيز، وبذلك انتقلت إمارة آل رشيد من فرع العبدالله إلى فرع العبيد، وعين اخوه فيصل الملقب بالبسام أميراً على الجوف ليبعده عن الحكم ، ثم تحالف مع امير بريدة محمد ابا الخيل وفيصل الدويش زعيم مطير ضد الملك عبدالعزيز وحاربوه في معركة الطرفية سنة 1907 وكان النصر فيها للملك عبدالعزيز.
لم يحكم سلطان سوى سبعة أشهر وكانت فترة حكمه مضطربة نتيجة لسوء إدارته وكراهية الناس له، وفي نهاية الأمر حكم أخوه سعود في العام 1908.
سعود الحمود الرشيد
تولى الحكم بعد سعود الحمود الرشيد عام 1908، وكان سعود العبدالعزيز المتعب هو الناجي الوحيد من المذبحة التي وقعت لإخوانه بأمر سلطان الحمود الرشيد الحاكم الثامن، وكان وقتئذ صغيراً في السن فهرب به أخواله السبهان إلى المدينة المنورة ، فعاش هناك حتى عودته ، وكان عمره عشر سنوات فتولى الحكم تحت وصاية خاله حمود بن سبهان الذي مارس دور الحاكم الفعلي للإمارة ، وبعد وفاة حمود السبهان عام 1909 تولى دور الوصاية على سعود، زامل السالم العلي السبهان.
وفي عهد زامل حدثت معركة الأشعلي التي انتصر فيها الملك عبدالعزيز على قوات ابن رشيد عام 1909. فقد علم صاحب حائل بخروج الملك لغزو فئات من شمر فحاول ان يباغته بهجوم ليلي في مكان بقرب النفود يقال له الأشعلي ولكن الملك علم بقدومه فأمر بان لاتعقل الابل التي غنمها من شمر في غزوته الاخيرة حتى اذا رأى اتباع ابن رشيد الابل شاردة تبعوها ليغنموها ، وقام باخراج رجاله من الخيام ، فلما انتصف الليل وهجم ابن سبهان على المخيم الخالي وفرت الابل من صوت الرصاص ولحقها المهاجمون فارسل الملك سرية من رجاله لمناوشتهم ثم انسحبوا فظن ابن سبهان ان الملك معهم وانه انهزم ، وعند طلوع الفجر خرج الملك برجاله من النفود وهجم عليهم وهزمهم .ثم عاد إلى الرياض.
وفي عام 1914 انتهت الوصاية على سعود رسمياً وآلت مقاليد الحكم إليه، وكانت جدته فاطمة السبهان التي تكره اهل نجد وآل سعود تدير الحكم من وراء الستار . عرف سعود بموالاته للدولة العثمانية ومناصرته لها والوقوف إلى جانبها في الحرب العالمية الأولى ، وفي عهده كانت معركة جراب في عام 1915 التي هزم فيها عبدالعزيز آل سعود وصد توسعه نحو الشمال، وتمكن أيضاً من استعادة الجوف وتوابعه إلى إمارته، وشهدت فترته انقساماً داخل الأسرة الحاكمة انتهت بمقتله غدراً من قبل عبدالله الطلال الرشيد في مارس 1920.
سعود العبدالعزيز الرشيد
عقب مقتل سعود بن عبدالعزيز عام 1920 تولى عبدالله المتعب مقاليد الحكم. وفي عهده حاصرت قوات الملك عبدالعزيز والإخوان حائل. فأخذ عبدالله المتعب ينظم الأمور استعداداً للقتال، وفيما هو كذلك إذ قدم من الجوف ابن عمه محمد الطلال، زاعماً أنه قادم إلى حائل للدفاع عنها وعن جماعته ويشارك ابن عمه الحرب ضد عبدالعزيز آل سعود وأظهر له الود. إلا أن مستشاري عبد الله المتعب قالوا له: إن قدوم ابن طلال إلى حائل في هذه الظروف لا يقصد منه إلا تولي الحكم، وسوف لن يوفر دمك، وسيفعل بك ما فعله أخوه عبد الله الطلال، بسعود العبد العزيز الرشيد، فاحتاط للأمر ووضع الحراس من مماليكه الذين يثق بهم، لكن شبح ابن عمه يتراءى له في منامه فهو يريد قتله، والعدو أمامه يحاصر المدينة. و هكذا رأى عبدالله المتعب أن من الأصلح أن يسجن محمد الطلال فسجنه ،إلا أن كبار رجال حائل قربوا ما بينهم، وتعاهدوا على الدفاع عن البلاد، فمضى محمد الطلال يجمع قبيلة شمر استعداداً للمعارك القادمة، فازدادت شكوك عبد الله المتعب بابن عمه، وكان هناك من يوسوس له بأن محمد الطلال سيقتله ويتولى الحكم قبل أن يحارب عبدالعزيز آل سعود. فرأى عبد الله المتعب أن من الخير لنفسه أن يلتجئ إلى العدو الحقيقي ابن سعود ويسلم نفسه إليه، ويدع مدينة حائل إلى أهلها يحمونها ولا يسلمها براً بقسمه؛ إذ آلى على نفسه أنه لن يسلمها وفيه نفَس يتردد، وسيجد عند عدوه السلام إذا ذهب إليه طائعاً! أما إذا مكث في المدينة فلا بد أن يعتدي عليه ابن عمه ويقتله. ومضوا من الفجر إلى الأمير سعود (الملك سعود لاحقا) ، وكان نازلاً في بقعاء فاستقبلهم استقبالاً فخماً، وبعد أن أقاموا أياماً رجع بهم سعود كأسرى إلى الرياض، واستقبلهم والده.
عبدالله المتعب الرشيد
تولى محمد الطلال مقاليد الأمور في حائل بعد لجوء عبدالله المتعب إلى آل سعود، وكانت فترته تنذر بنهاية إمارة آل رشيد، فعبدالعزيز آل سعود جعل نصب عينيه أهمية الاستيلاء على المنطقة فشدد من حصاره عليها حتى استسلم محمد بن طلال ومن ثم سقطت إمارة آل رشيد بعد دخول قوات ابن سعود إلى حائل (سقوط حائل) في 2 نوفمبر 1921 (29 صفر 1340هـ) وانتقل محمد الطلال إلى الرياض وتزوج الملك عبدالعزيز ابنته ، وفي عام 1954 وبعد وفاة الملك عبد العزيز، قتل محمد الطلال في الرياض لأسباب مجهولة.
سقوط حائل
نجدة فتحي صفوة:الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية، ج3 ، دار الساقي ،2000 .
حسين بن غنّام ، تاريخ نجد ج1.
جورج والن ، مذكرات الرحالة الفنلندي.
جميل أفندي صدقي الزهاوي : الفجر الصادق ، ص 18-19 ،مكتبة الحقيقة.
الأزهار النادية في روائع البادية.
الروايات الشفهية الموثوقة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق