السبت، 19 يناير 2008

التوحيد لغة و اصطلاحا
وقد نشأت على طول هذا التاريخ مدارس وفرق كلامية اختلفت رواها وتفسيراتها العلمية لأبعاد عقيدة التوحيد، لكنها لم تختلف حول المعنى البسيط لهذه العقيدة كما يقررها القرآن الكريم والسنة النبوية. ومعنى التوحيد عند متكلمى أهل السنةوالجماعة:إثبات الوحدانية لله تعالى في ذأته وصفاته وأفعاله: فوحدانية الذات تعنى تنزيه ذاته تعالى عن الجسمية ولواحقها من تركب وتبعض وتحيزفى الجهة، وهو ما يعبرون عنه بنفى الكم المتصل عن الذات ، كما يعنى تنزيه الذات عن أن يكون له ند أوضد أو مثل أو شريك ، وهو ما يعبرعنه بنفى الكم المنفصل عن الذات ، وتعنى وحدانية الصفات استحالة التعدد في الصفة الواحدة من صفات الله تعالى كأن تكون له قدرتان أو علمان.الخ. كما تعنى استحالة استحقاق الغيرلأية صفة من الصفات الإلهية.
أما وحدانية الأفعال فمعناها نفى مشاركة الغير لله تعالى في إيجاد شىء في هذا الكون أو تدبيره. وقد تشددت فرقة المعتزلة في تنزيه التوحيد فاثبتوا الذات ونفوا الصفات ، وتشدد بعض الفلاسفة أيضا فمنعوا وصفه تعالى بالصفات الثبوتية، واكتفوا بوصفه تعالى بالإضافات والسلوب ، وذلك خوفا من انثلام "الوحدة" الإلهية أو لحوقما التعدد بها ، حتى لو كان التعدد في الأوصاف. وهناك مذهب ثالث يثبت لله تعالى كل ما ورد مضافا إلى الله كصفة بما فيه ظواهر بعض الايات التي تشير إلى صفات وأسماء كثيرة، والذى يرى أن كثرة الصفات لموصوف واحد لا تقدح في وحدة الذات ، إذ الممنوع عقلا وجود أكثر من ذات أو جوهر يتصف كل منها بالألوهية أو تحل فيها المعانى الإلهية. ولعلماء الكلام من معتزلة وأشاعرة وغيرهم براهين عقلية مطولة فى إثبات صفة الوحدانية لله وإبطال العقائد المعددة في الألوهية بالتثنية أو التثليث أو الحلول أو الاتحاد... الخ.

توحيدتوحيد التوحيد عند المتكلمين
والتوحيد عند شيوخ التصوف يستند -أيضا- إلى المعنى العام البسيط للتوحيد كما ورد في القرآن والسنة، وقد عرض القشيرى في مفتتح كتابه المسمى بـ الرسالة القشيرية لبيان اعتقادهم في التوحيد بما لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة. غير أننا نلمس أبعادا أخرى -ذوقية- تقع وراء "المعنى البسيط" لعقيدة التوحيد، وتتمتل في تقسيمه إلى مراتب تختلف باختلاف الموحدين ومدى مخالطة "بشاشة التوحيد" لقلوبهم.
درجات التوحيد عند أهل الذوق
وهو التوحيد الذى يقف عند المعنى العام لشهادة:ألا إله إلا الله. توحيد العبادة موجود في السور المكية بكثرة.
وهو حالة تكون فيه محبة الله للعبد أقوى من أي شئي و هذا التوحبد مأخوذ من الأيات الحث علي المحبة الإلهية مثل { كل ان كان أباوكم و أبناؤكم و إخوانكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب اليكم من الله و رسوله ... الخ } توحيد المحبة موجود في السور المدنية بكثرة
وهو التوحيد الذى اختص الحق -تعالى- نفسه به ،غيرأنه أظهر لبعض صفوته من هذا التوحيد لوائح وأسرارا. و أمثالة هذا التوحيد من القرآن { كل شيء هالك الا وجهه } و { كل من عليها فان و يبقى وجهه ربك ذوالجلال و الإكرام} و توحيد الوجود موجود في الآيات المتشابهات التي لا يعرف تأويلهن الا الله و الراسخون في العلم. و من هذا القسم ذهب من ذهب إلى القول بوحدة الوجود من الصوفية مثل ابن عربي، عبد الرحمن الجامي ، مهر علي شاه و غيرهم
وطريق التوحيد في المرتبة الأولى ملاحظة الشواهد والآيات والآثار، وفى المرتبة الثانية المكاشفات والمعاينات والأحوال من قبض وبسط وسكروصحو ومحو... الخ. وتوحيد المرتبة الثالثة لا يقبل وصفا ولا تأخذه العبارة ولا النعت.

مراجع

كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب
العقيدة الواسطية
بيان التوحيد
نور التوحيد
كتاب الأحدية لابن عربي

ليست هناك تعليقات: